تُعتبر جراحة استئصال الغدة الدرقية إجراءً جراحيًا شائعًا يهدف إلى إزالة الغدة الدرقية بشكل كامل أو جزئي، ويتم ذلك لعدة أسباب من بينها وجود أورام سرطانية أو غير سرطانية في الغدة أو لعلاج اضطرابات وأمراض معينة تؤثر على وظيفتها.
تعريف الغدة الدرقية
الغدة الدرقية هي غدة صغيرة تقع في الجزء الأمامي من الرقبة، تحت عظمة الغضروف الدرقي. تلعب الغدة الدرقية دورًا مهمًا في الجسم حيث تنتج الهرمونات التي تساعد في تنظيم عدة وظائف أساسية في الجسم، مثل معدل الأيض وتوازن الهرمونات في الجسم.
وظيفة الغدة الدرقية تعتمد على هرمونين رئيسيين ينتجهما:
هرمون التيروكسين (T4): يؤثر هذا الهرمون على معدل الأيض في الجسم ويساعد في تنظيم درجة حرارة الجسم ومستوى الطاقة.
هرمون الترييودوثيرونين (T3): يعتبر هذا الهرمون أكثر فعالية من T4، وهو يلعب دورًا هامًا في تنظيم معدل الأيض ونشاط الجسم بشكل عام.
إذا كانت الغدة الدرقية لا تعمل بشكل صحيح، فقد ينتج عن ذلك اضطرابات في الوظائف الحيوية للجسم، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية أو نقص نشاطها (قصور الغدة الدرقية).
أسباب استئصال الغدة الدرقية
أسباب استئصال الغدة الدرقية تتنوع وتشمل عدة حالات، منها:
الأورام الدرقية (الورم الدرقي): قد يكون ورم الغدة الدرقية سرطانيًا (سرطان الغدة الدرقية) أو حميدًا. في حالة وجود ورم سرطاني، يتم استئصال الغدة الدرقية لإزالة الورم ومنع انتشار السرطان إلى الأنسجة المجاورة أو أجزاء أخرى من الجسم.
اضطرابات الهرمونات: يمكن أن يكون اضطراب نشاط الغدة الدرقية (فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصور الغدة الدرقية) سببًا للجراحة. في حالات عدم استجابة المريض للعلاج الدوائي أو وجود مضاعفات جانبية من العلاج الدوائي، قد يتم استئصال الغدة الدرقية لتحسين الحالة الصحية.
تكيسات الغدة الدرقية: في حالة وجود تكيسات كبيرة في الغدة الدرقية تسبب أعراضًا مثل الألم أو تضغط على الأنسجة المجاورة، قد يكون الحلا الأمثل هو استئصال الغدة.
التهاب الغدة الدرقية: في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي التهاب الغدة الدرقية إلى تضخم كبير والتهاب مزمن، مما يستدعي استئصال الغدة.
الأورام اللمفاوية: قد تحتاج الأورام اللمفاوية في الغدة الدرقية إلى استئصال جراحي للتشخيص الدقيق والعلاج الناجع.
التهابات معينة: في حالات نادرة، يمكن أن تؤدي التهابات معينة أو حالات أخرى إلى تضخم غدة الدرقية وتحتاج إلى استئصال جراحي.
ما هي جراحة استئصال الغدة الدرقية ؟
جراحة استئصال الغدة الدرقية، المعروفة أيضًا باسم “تحويل الغدة الدرقية” أو “تفريغ الغدة الدرقية”، هي إجراء جراحي يهدف إلى إزالة جزء أو كل الغدة الدرقية. يتم استخدام هذا الإجراء لعدة أسباب، بما في ذلك السرطان والتكيسات واضطرابات الهرمونات والتهابات الغدة الدرقية وغيرها من الحالات التي تؤثر على وظيفة الغدة الدرقية أو تهدد الصحة العامة للمريض.
يتم إجراء جراحة استئصال الغدة الدرقية تحت التخدير العام ويستمر الإجراء لعدة ساعات، اعتمادًا على حجم الغدة وطبيعة الحالة. تتضمن الخطوات الرئيسية لهذا الإجراء:
القطع والوصول إلى الغدة الدرقية: يتم عمل شق في الرقبة للوصول إلى الغدة الدرقية. يتم ذلك عادة عبر قطع صغيرة في الغضاريف الدرقية.
تحديد الأنسجة الدرقية المريضة: يتم فحص الغدة الدرقية لتحديد الأجزاء التي تحتاج إلى الاستئصال. قد يتم أخذ عينات للأنسجة للتحليل المخبري.
الاستئصال الجراحي: يتم استئصال الأجزاء المريضة من الغدة الدرقية بشكل جزئي أو كامل اعتمادًا على حالة المريض وتوجهات الجراح.
الإغلاق والتئام الجرح: يتم إغلاق الجروح بعناية وتطبيق الضمادات. يحدث التئام الجرح تدريجيًا على مر الأيام القليلة بعد الجراحة.
التحضير للجراحة
تحضير المريض لجراحة استئصال الغدة الدرقية يلعب دورًا هامًا في نجاح العملية وتقليل المخاطر المحتملة. فيما يلي بعض الخطوات التي يمكن أن يتخذها المريض للتحضير لجراحة استئصال الغدة الدرقية:
التقييم الطبي: يجب على المريض إجراء فحص طبي شامل قبل الجراحة لتقييم حالته الصحية العامة والتحقق من عدم وجود مشاكل صحية تعتبر عوامل مخاطر في الجراحة.
الفحوصات التحضيرية: قد يُطلب من المريض إجراء فحوصات وتحاليل معينة مثل التصوير بالأشعة، تحاليل الدم، واختبارات وظائف الغدة الدرقية لتقييم وظيفة الغدة الدرقية قبل الجراحة.
التوقف عن بعض الأدوية: يجب على المريض إخبار الطبيب عن الأدوية التي يتناولها بانتظام، بما في ذلك الأدوية الوصفية والمكملات الغذائية، حيث قد يُطلب منه التوقف عن بعض الأدوية قبل الجراحة بناءً على توجيهات الطبيب.
الصيام: يُطلب عادةً من المريض الصيام قبل الجراحة لفترة معينة، عادةً يُنصح بعدم تناول الطعام أو السوائل لمدة تتراوح بين 8 إلى 12 ساعة قبل الجراحة، وذلك حسب توجيهات الطبيب.
الاستعداد النفسي: يعتبر الاستعداد النفسي للجراحة جزءًا مهمًا من التحضير، حيث يجب على المريض الاستعداد عقليًا ونفسيًا للعملية، ويمكن للطبيب أن يقدم الدعم النفسي والمعلومات اللازمة للمريض قبل الجراحة.
التوقف عن التدخين: يُنصح المدخنون بالتوقف عن التدخين قبل الجراحة، حيث يمكن أن يؤثر التدخين على عملية الشفاء بعد الجراحة ويزيد من خطر حدوث المضاعفات.
ينبغي على المريض مناقشة جميع هذه النقاط مع الطبيب المعالج واتباع التوجيهات بدقة لضمان تحضير جيد للجراحة وتقليل المخاطر المحتملة.
إرشادات هامة بعد عملية استئصال الغدة الدرقية
بعد إجراء عملية استئصال الغدة الدرقية، هنا بعض النصائح الهامة التي يجب على المريض اتباعها لضمان التعافي السليم والحفاظ على الصحة:
اتباع تعليمات الطبيب بدقة: يجب على المريض اتباع جميع تعليمات الطبيب المتعلقة بالعناية بالجرح وتناول الأدوية بشكل منتظم.
الراحة الكافية: ينصح بالراحة الكافية في الأيام الأولى بعد الجراحة وتجنب المجهود الزائد للسماح للجسم بالتعافي.
تغذية صحية: تناول وجبات صحية ومتوازنة قد تساعد في تعزيز الشفاء وتعويض النقص الغذائي الذي قد يحدث بسبب الجراحة.
مراقبة الأعراض: يجب على المريض مراقبة أي أعراض غير طبيعية مثل الألم المستمر، الاحمرار، ارتفاع درجة الحرارة، أو أي علامات تشير إلى عدوى أو مضاعفات.
العودة التدريجية للأنشطة اليومية: يجب تجنب القيام بأي نشاط شاق أو رياضة قوية في الأيام الأولى بعد الجراحة، ويمكن البدء بالعودة التدريجية للأنشطة اليومية بمرافقة الطبيب.
متابعة الفحوصات الدورية: يجب على المريض الالتزام بالمواعيد المحددة لمتابعة الطبيب وإجراء الفحوصات الدورية للتأكد من التعافي السليم ومتابعة مستويات الهرمونات بعد إزالة الغدة الدرقية.
التعامل مع التغيرات الهرمونية: قد يحتاج بعض المرضى إلى العلاج الهرموني بعد إزالة الغدة الدرقية، ويجب على المريض الالتزام بتعليمات الطبيب في هذا الصدد.
الاستمرار في التواصل مع الطبيب: يجب على المريض الاتصال بالطبيب في حالة حدوث أي مضاعفات أو تغيرات غير طبيعية في الحالة الصحية.
تذكر أن استئصال الغدة الدرقية قد يؤدي إلى تغييرات في الحياة اليومية وتتطلب بعض التكيفات، ولذلك يجب البحث عن الدعم اللازم من العائلة والأصدقاء والفريق الطبي لمساعدتك على التعافي بشكل صحيح.
إذا كنت تبحث عن أفضل جراح متخصص في مجال الجراحة العامة وإجراء استئصال الغدة الدرقية، تواصل معنا.
WhatsApp us